برنامج علم النفس التحرّريّ/
أحداث / سمينار "قراءات سيكولوجيّة تحرُّريّة في السياق الفلسطينيّ" | اللقاء الرابععُقِد يوم السبت، الموافق 25/10/2025، اللقاءُ الرابع من سمينار "قراءات سيكولوجيّة تحرُّريّة في السياق الفلسطينيّ"، بمشاركة عدد من طلبة وخرّيجي ومهنيّي الصحّة النفسيّة. عُقِد اللقاء في جامعة بير زيت، وقد شارك فيه عدد من طلبة برنامج ماجستير علم النفس المجتمعيّ في الجامعة، بالإضافة إلى مشارِكات السمينار الثابتات.

افتتحت اللقاءَ مركّزة السمينار السيّدة إيناس عودة-حاجّ، فشكرت دائرةَ العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة في جامعة بير زيت على استضافة اللقاء، ورحّبت بالمنضمّين إليه. ثمّ كانت المداخَلة الرئيسيّة للدكتورة ميّ البزور، مديرة برنامج علم النفس المجتمعيّ في جامعة بير زيت، وقد جاءت بعنوان: "كيف ننتج معرفة؟ مقوّمات الكتابة الأكاديميّة والبحث التشاركيّ". بدأت المداخَلة بطرح أسئلة حول المعرفة التحرُّريّة والتدخُّل المجتمعيّ؛ إذ قالت إنّنا بحاجة إلى معرفة تتحدّى البنى القمعيّة، ولكن ما شكل هذه المعرفة؟ كيف ننتج معرفة تحرُّريّة؟ هل نقاطع المنظومة والنظريّات الكلاسيكيّة، أَمْ نشتبك معها، أَمْ نطرح لها بديلًا؟ وقالت إنّ المعرفة التحرُّريّة عليها أن تُخضِع الكمّيّ والكيفيّ لمبدأ التشاركيّة، إذ عليها أن تَنتج من القاعدة وبمشاركتها بحيث يكون الباحث جزءًا من البحث ويقتصر دَوْره على التيسير. وشدّدت على ضرورة أن تكون الادّعاءات في البحث مدعومة إمـﭘـريقيًّا لكي يكون إنتاجنا علميًّا، مستعرضة مراحل نشأة وتطوُّر البحث العلميّ تاريخيًّا.

كذلك تطرّقت البزور إلى علم النفس المجتمعيّ، فقالت إنّه يُعنى بدراسة السلوك البشريّ ضمن السياق التاريخيّ والثقافيّ والاجتماعيّ والسياسيّ. وعن التدخّل المجتمعيّ واختلافه عن الفرديّ قالت إنّه يدخل في حالات لا يكفي فيها العلاج الفرديّ لأنّها تحتاج إلى عدسة المجتمع، فنحن نوسّع وحدة التحليل لتشمل الفرد ومجتمعه وبيئته المحيطة. كذلك استعرضت أبحاثًا ودراسات من حقل علم النفس السياسيّ والاجتماعيّ في حالات العداء.
أمّا الجزء الثاني من اللقاء، فكان تفاعليًّا بين مشارِكات السمينار وطلبة علم النفس المجتمعيّ، فتحدّثوا عن نقاط التشابه والاختلاف بين السياقَيْن (1948 وَ 1967)، وعن أهمّيّة الحِوار والتشارك الذي تخلقه فرص مثل سمينار الصحّة النفسيّة التحرُّريّة، وقد تحدّث المشارِكون عن التحدّيات التي تواجههم كلّ في سياقه، ووجّهوا الأسئلة بعضهم إلى بعض، وحاولوا أن يجدوا لها إجابات. فضلًا عن ذلك، كانت الحرب الإباديّة على غزّة حاضرة في النقاشات، حيث رأى المشاركون أنّه كما أنّ هنالك إبادة جسديّة، وإبادة عمرانيّة وصحّيّة وتعليميّة، ثمّة إبادة نفسيّة ترمي إلى كسر الروح الفلسطينيّة، وقالوا إنّ هذه المنصّة وهذه اللقاءات تساعدهم على مواجهة تلك التحدّيات، وتخلق فيهم شعورًا من الأمل رغم كلّ الألم المحيط والذي يعيشه كلّ أبناء الشعب الفلسطينيّ.